١) الله هو العلة الأولي لوجود الكون ، هو سبب وجود الكون ... الكون فيه جمادات و أحياء ، فكيف وجد كل هذا ؟
--- علي الأقل وجدت مادة فكيف وجدت هذه المادة ؟
--- لا نستطيع أن نقول أن المادة أوجدت نفسها ، ازاي ح توجد نفسها و هي غير موجودة ؟
--- إزاي ح يكون لها قدرة علي الأيجاد و هي لم توجد بعد ؟
--- لابد أن غيرها أوجدها و لا يمكن أن نقول إنها وجدت بالصدفة لأن الصدفة لا تخلق كائنات ...
--- و لا نستطيع أن نقول أن الطبيعة أزلية أي لا بداية لها لأن الطبيعة فيها نقائص كثيرة و الأزلية صفة لللاهوت ...
--- كما أنها طبيعة مركبة و التركيب لا يدل علي الأزلية ، لأن التركيب يعني مادة علي مادة ركبوا مادة أخري ، و المركب لابد أن تسبقه حالة من عناصر منفردة قبل أن تتركب مع بعضها ...
--- كذلك الطبيعة متغيرة ، و التغير لا يدل علي قوة لاهوت ...
--- و جامدة
--- إذا لابد من علة اساسية أو مصدر استطاع أن يوجد هذه الطبيعة
--- إن قال أحد أن كل تلك الكائنات أوجدتها الطبيعة ، تسأله و تقول ما هي الطبيعة ؟
--- كل الذين يقولون الطبيعة أوجدت لا يقدمون تفسيرا سليما للطبيعة يصلح أن يكون مادة للحوار ...
_________________________________________
٢) مع وجود المادة و مشكلة وجود المادة ، هناك أمر أخطر و هو وجود الحياة ...
--- كيف وجدت الحياة في هذا الكون ؟
--- معروف عند العلماء أن الأرض كانت نارا عندما انفصلت عن المجموعة الشمسية ، و هذه النار لا تصلح للحياة ...
--- و عندما هدأت القشرة الأرضية ظل باطن الأرض ملتهبا بالبراكين ...
--- إذا الحياة حديثة التكوين علي الأرض ...
--- فكيف وجدت الحياة بعد أن بردت الأرض ؟
--- لابد من خالق أوجد الحياة لأن المادة جامدة لا توجد حياة (الجبال و الماء و الأنهار ، الضباب الخ ...) و هي نفسها غير حية ...
--- و معروف أن الكائن الحي لابد أن يأتي من كائن حي ... و فاقد الحياة لا يكون حياة ...
--- مجرد وجود حياة علي الأرض حتي لو نملة ، حشرة ، أو وجود خلية حية ، لا يمكن ابدا ايجادها إلا بوجود قوة أوجدتها ...
* و هنا نصل بالتدرج إلي وجود الله كمصدر للحياة ...
_________________________________________
٣) بعد كدة ، وجود الأنسان ، الأنسان كائن له عقل و مشيئة و إرادة و ضمير ... و الطبيعة الموجودة بلا عقل بلا حياة بلا ضمير بلا إرادة بلا مشيئة ...
--- كل الطبيعة جامدة ، فكيف أمكن وجود كائن له عقل من طبيعة ليس لها عقل ؟
--- كيف أمكن وجود كائن له ضمير من طبيعة ليس لها ضمير؟
--- كيف أمكن وجود كائن له مشاعر و عواطف و له روح و له صفات أدبية و حب للقداسة و الحق و العدل من طبيعة لا تملك شيئا من كل هذا ؟
--- كيف وجدت هذه الصفات الأنساية من هذه الطبيعة الجامدة ؟
--- لا يمكن إلا أن نقول أن هناك كائن أسمي من كل هذا ، كلي العقل ، كلي المشيئة ، كلي الحكمة ، كلي القدرة أمكن أن يوجد كل هذا ...
_________________________________________
٤) الكون فيه نظام ، يشمل كل شئ ، نظام في الفلك مثلا و قوانينه ، العلاقة بين الشمس و الكواكب ... و النظام الذي تدور به ف ينتج الليل و النهار و الفصول ، الحرارة و الرطوبة و الأمطار الخ ... ... و برضه بطريقة منظمة ...
--- كيف يمكن أن يوجد هذا النظام في الكون إلا من وجود كائن قوي هو الله أوجد هذا النظام ...انه المهندس الأعظم ، و المحرك الأول لهذا الكون ؟
--- حتي لو نظرنا للأنسان فكل جزء منه منظم ...
--- إذا نظام الكون يدل علي وجود منظم كبير ...
--- كما أن تركيب الحيوانات البرية غير تلك التي تطير في السماء و غير تلك التي تعيش في الماء ، كل لها أجهزة تساعد علي نوع الحياة التي تحياها ... كل له تركيب خاص ...
--- بل من العجب ايضا تركيب الألوان ... يكفي النظر للفراشات أو السمك الملون أو الزهور أو الطيور و أصواتها و موسيقاها ...
--- نظام عجيب في الخليقة يوحي بأنه لابد من وجود خالق كلي القدرة ، كلي الحكمة له قدرة و له مشيئة و له عقل جبار أستطاع أن يوجد كل هذا ، إلي جوار طبائع هذه الكائنات و أشكالها ...
--- إن من أعجب الأشياء مثلا البصمات ، كل انسان له بصمة تختلف عن غيره ، تخيلوا في مصر وحدها علي الأقل ٥٨ مليون يصمة تختلف كل واحدة عن الأخري ... من ذلك الخطاط أو الرسام اللي يقدر يعمل ده ...
--- فيه عجب في تكوين الأنسان ، و الحيوان ، و الطيور ...
--- بل عجب أخر : أن الطبيعة الجامدة تهئ للطبائع الحية جوا و بيئة تعيش فيه ...
--- تكوين الطبيعة بطريقة تعيش فيها الكائنات الحية ...
--- لا يمكن لأحد أن ينظر في نظام الكون إلا و يقول لابد أن هناك منظم عجيب ، كذلك نظام الولادة و الوراثة
--- وجود هذا النظام كله يدل علي وجود خالق ...
--- كذلك الأعضاء الموجودة في جسم الأنسان إزاي ب تتعاون كلها معا ، ده ممكن الأنسان يأكل قطعة جاتوه فيها مواد سكرية و مواد دهنية و نشوية تلاقي افرازات للجسم ، تلاقي الأسنان تشتغل ، الأمعاء تشتغل ، كل الجسم يشتغل فتلاقي الأكل يتحول لدم يمتصه الجسم ... و العجيب أن الدم اللي يتحول ده و يمتصه الجسم يكون من نوع دم الأنسان و من نوع فصيلته ما بيتغيرش ... ايه ده ؟ ما هو حتة الجاتو اللي أنت أكلتها هي حتة الجاتو اللي أكلها زميلك ... لكن اشمعني الدم اللي بقي هنا غير اللي بقي هنا ؟
--- كل هذا يدل علي وجود خالق ... خالق كلي الحكمة و العقل و في نفس الوقت كلي القدرة و في نفس الوقت له مشيئة أنه يعمل و قادر علي أنه يعمل و يعمل بحكمة عجيبة ...
_________________________________________
٥) نقطة أخري نقولها في وجود الله و هي : الأعتقاد العام ... فكرة الألوهية موجودة عند كل شعوب الأرض ، حتي الوثنيين يؤمنوا بوجود إله أو حتي آلهة لأن فكرة الآلوهية مةجودة لكنهم مش فاهمين مين ربنا ده أو صفاته ايه أو كينونته ايه ؟ لكن بفكرة الألوهية هو يؤمن ... مثلا اللي بيعبد النار بيؤمن بوجود إله بس بيفتكر أن الأله ده هو النار ... أو بعض الناس زي اليونان و الرومان كل صفة من صفات ربنا يتصوروا إله خاص بها ...
--- إذا الشعوب تؤمن بوجود إله لكن مش فاهمين مين هو الله ده ...
--- الأطفال ، الولد بيتولد و في فطرته وجود ربنا ... تقوله إوعي تعمل كدة لحسن ربنا يزعل ... عمره ما يقولك مين ربنا ده اللي ح يزعل ... تقوله يلا نصلي و نقول يارب ح يقول يارب لكن مين ربنا ده هو ما يعرفش لكن في فطرته يوجد هذا الأيمان ...
--- و مع ذلك ممكن تقول ازاي اعتقاد عام و فيه ملحدين ؟ الملحدون لابد فيه اسباب معينة أوصلتهم لذلك ، سواء علي مستوي الدين مثلا أو غيره ... و الملحدين نوعين ، نوع ينكر وجود الله و نوع ضد ربنا ، يعني يؤمن بوجود الله لكن يرفضه ... مش عايز ربنا يتدخل في حريته ليتمتع بالوجود ...
--- فإنكار الله شئ و عدم قبول الله و رفضه شئ أخر ...
________________________________________
٦) هذا الأله الذي نتكلم عنه له صفات كثيرة ، بعضها صفات خاصة ب الله وحده و بعضها صفات تشترك فيها بعض المخلوقات بدرجة محدودة ...
--- يعني ايه الصفات التي تشترك فيها مخلوقات بدرجة محدودة ؟ يعني نقول الله عادل و فيه بشر عادلين لكن عدل البشر محدود و عدل الله غير محدود ، و هكذا للحكمة و الرحمة ...
--- أما الصفات الخاصة ب الله وحده فمن ضمنها أن الله أزلي ... أزلي يعني : لا بداية له ... ما فيش انسان أزلي لأن كل مخلوق له بداية و لا نستطيع أن نقول علي أي مخلوق أنه أزلي لأنه لو كان لا بداية له يبقي مش مخلوق ... إذا الأزلية صفة من صفات الله وحده ...
--- الله أزلي و أبدي ...
--- الله أبدي بطبيعته لكنه يمنح الأبدية للأنسان لذلك خلق الأنسان بروح خالدة تعيش في الأبد و وعدنا بالحياة الأبدية ...
--- الله من ضمن صفاته العجيبة أنه غير محدود ... غير محدود من كل حاجة ... يعني مثلا من جهة المكان ، الله غير محدود موجود في كل مكان و لا يسعه مكان ... مالئ الكل ... و ديه مش ممكن تتفق مع أي واحد من خليقته ... الوجود في كل مكان ...
--- غير محدود من جهة القدرة ، إنه قادر علي كل شئ ... لا يمكن انسان في الدنيا يكون قادر علي كل شئ ... و لا حتي يكون كلي القدرة في شئ واحد ...
--- ف الله كلي القدرة ديه صفة خاصة به وحده ...
--- و لذلك من الصفتين دول أنه غير محدود من جهة المكان و أنه غير محدود من جهة القدرة نحن بذلك نؤمن ب إله واحد ... لأنه لو وجد إلهين أو أكثر ح نسأل نفسنا مين فيهم كلي القدرة ؟ إذا كان واحد فيهم كلي القدرة يبقي يقدر علي باقي الألهة ... و إذا كان يقدر علي باقي الآلهة يبقي هو الأله الوحيد و باقي الآلهة المقدور عليها مش آلهة ... إذا هذا يقتضي أن يكون إله كلي القدرة و ما فيش إله تاني ينافسه في قدرته ...
--- فيه إله واحد ... إله الخير ... و إذا كان هناك قوة شريرة يبقي القوة ديه تقاوم هذا الأله الواحد ... و أيضا تكون قوة مخلوقة ... الشيطان مثلا من خليقة الله ... لكن علي فكرة الله لم يخلق شيطانا علي الأطلاق ، الله خلق ملاكا و الملاك بأرادته الرديئة حول نفسه شيطان ... يعني في بدئه لم يخلقه شيطانا ... و يبقي برضه تابع ل الله و لقدرته و ليس إلها ...
--- الله غير محدود من ناحية المعرفة ...
--- من ضمن صفات الله ايضا أنه غير مرئي و غير ُمدرك ... غير ُمدرك لأن عقلك المحدود لا يستطيع أن يدرك كل شئ عن ربنا ... و غير مرئي لأنه روح ... و غير مرئي ديه ممكن تنطبق علي أرواح أخري ... ممكن نقول فيه أشياء كثيرة أخري غير مرئية لكن غير ُمدرك تنطبق علي الله وحده ...
--- من ضمن الصفات التي تنطبق علي الله وحده أنه واجب الوجود ... واجب الوجود و سبب لكل موجود ... أي صنف من أصناف الموجودات غير واجب الوجود ... يعني لو لغيت صنف من النباتات ، من الحيوانات مش واجب الوجود ... الطبيعة كلها غير واجبة الوجود لأنه مر وقت في الأزلية كان الله وحده و ما فيش أي طبيعة إلي جواره ...
--- لكن ربنا واجب الوجود لأن هو التفسير الوحيد لوجود العالم ...
--- يعني ما نقدرش نفسر وجود كل الكائنات إلا بوجود كائن هو اللي خلق كل الكائنات ديه ... و لأنه واجب الوجود لذلك أزلي لأن الذي له بداية غير واجب الوجود ، قبل البداية ديه ما كانش موجود يبقي خلاص ...
--- طبعا نقدر نقول أن الله روح حي عاقل و هنا الكلام عن التثليث (الثالوث الأقدس) ...
نتابع الكلام عن صفات الله ...
--- قلنا في صفات الله أن الله روح ، واجب الوجود و هذه صفة يختص بها الله وحده ...
--- أن الله روح ، واجب الوجود ، أزلي ، أبدي ، خالق ، غير محدود ، قادر علي كل شئ ، موجود في كل مكان ، عالم بكل شئ ، غير مرئي ، غير متغير ، بسيط ، غير مركب ...
--- بسيط ، غير ُمركب لأن اللي ب ُيرَكب من حاجتين أو ثلاثة يبقوا الحاجتين أو الثلاثة موجودين قبل ركوب التركيبة .، فيبقي مش أزلي ... فالُمركب ليس أزلي ... ف الله روح بسيط غير مركب ...
--- الله موجود في كل مكان ، لذلك الله لا تنطبق عليه الحركة ... لأن اللي بيتحرك من مكان لمكان يبقي كان موجود في مكان و انتقل إلي غيره و ما كانش موجود في غيره قبله ، يعني من انتقل من الجهة اليمين للجهة للشمال لم يكن موجودا في الجهة الشمال قبل أن ينتقل إليها ... لكن من هو موجود في الجهة اليمين و الجهة الشمال فهو لا ينتقل ...
--- يبقي الله لا يتحرك ... لا ينتقل من مكان لأخر ... و بالتالي لا يصعد و لا يهبط ... و لا يروح و لا يجئ ... المسيح عندما صعد إلي السموات صعد بالجسد لكن من ناحية اللاهوت فالله لا يصعد و لا ينزل ...
--- و عندما يقول المسيح في إنجيل يوحنا ، الفصل / الأصحاح الثالث ، الآية ١٣ :
13 وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء ...
يبقي برضه بيقول الصعود علي حالته كونه ابن الأنسان ، يعني بالجسد ...
أما من ناحية اللاهوت ف اللاهوت لا يصعد و لا ينزل ...
--- هو موجود في كل مكان ، هو موجود تحت و موجود فوق و ما بينهما ... يبقي مافيش لا صعود و لا نزول و لا حركة ...
--- أما لما نقول مثلا ربنا نزل علي الجبل و هو بيكلم موسي ، كلمة نزل معناها ظهر علي الجبل ، و هو تعبير لكي نفهمه ... يعني هو موجود علي الجبل قبل تعبير كلمة نزل ... لكن كلمة نزل علي الجبل يعني صار مرئيا للناس و هو كان موجود فوقه قبل كدة ، لأن ، لا يخلو منه مكان ...
--- فظهور الله لا يعني حركة ... لا يعني نزولا من السماء ... و إنما يعني ظهورا للناس ...
--- ربنا موجود في كل مكان لكن أنت أحيانا تقول ربنا موجود في الكنيسة ، موجود علي المذبح ، موجود في قلب الأنسان الروحي ... كل ديه لا تعني الوجود العام في كل مكان إنما تعني وجودا خاصا بعمل الله أو بمجد الله أو ما شابه ذلك ... لأن هو موجود في كل مكان بس في هذا الوقت ده موجود بقوة معينة في قلب المؤمن أو بمجد معين في قلب المؤمن أو موجود ممجد في قلب المؤمن لكن هذا لا يمنع أنه موجود في كل مكان ...حتي الأماكن التي يوجد فيها الأشرار لأن لو ربنا مش موجود في أماكن الأشرار يبقي شافهم ازاي و عرف اللي هم بيعملوه و ظبطهم في ذات الفعل ، هو موجود ، موجود في الأماكن ديه بس غير ممجد في هذه الأماكن ، لكن موجود موجود لا يخلو منه مكان لأن لو خلي منه مكان يبقي ده نقص في الذات الألهية ... و لذا نقرأ في مزمور ١٣٩ ، داوود النبي بيقول ل الله :
7 أين أذهب من روحك ؟ ومن وجهك أين أهرب
8 إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت
9 إن أخذت جناحي الصبح ، وسكنت في أقاصي البحر
10 فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك
--- أنت موجود في كل مكان
--- لهذا كل انسان في كل مكان لازم يشعر أن الله يراه ، و أن الله شايفه ، و أن ربنا موجود في كل مكان يرقب ، و يري و يسجل ، و أحيانا يوجد في كل مكان يعين و يحفظ و يساعد علي حسب الظروف بتاعة هذا المكان (أو هذا الشخص) ...
--- في الكتاب المقدس بيقول يملأ الكل ... بل أن أحنا بنقول موجود في كل مكان و لا يسعه مكان ... يعني لا مكان يحد الله ... فعندما يحل الله في البيت فهذا ليس معناه أن الله تحيز ... يعني أخذ حيزا من الأرض ... حيز يعني حاجة محددة ...
--- ساعات الناس بيفهموا التجسد الألهي خطأ ... يعني بيقولوا هل الله تحيز بالتجسد ؟ ... يعني أصبح موجود في حيز معين ؟؟؟ ... نقولهم لأ ، ربنا موجود في كل مكان بس في الحتة ديه موجود (في) بالجسد ... أنتقل من أورشليم للناصرة يعني موجود في كل مكان بس بعد ما كان ظاهر في أورشليم بقي ظاهر في الناصرة ...
--- فهو موجود في كل مكان بلاهوته و لا يخلو منه مكان و لا يسعه مكان ...
--- ربنا غير متغير ... الله هو هو الأمس و اليوم و إلي الأبد ... لأ نه لما ح يتغير ح يتغير لحالة أحسن أو لحالة أسوأ أو هي هي ؟؟؟ لو هي هي يبقي ما فيش تغيير ... إن اتغير لحالة أفضل يبقي كان في حالة أسوأ ... و ديه مستحيل ... و إن اتغير لحالة أسوأ مش صحيح ... الله لا يمكن أن يتغير ... هو هو ...
--- أنت ممكن تسأل ، طيب ليه بالنسبة لأهل نينوي مرة حكم عليهم و مرة عفي عنهم ... مش هو اللي اتغير ، ده أهل نينوي هم اللي اتغيروا ... لكن الله هو هو ، يقول الخطية معاها عقوبة ، و التوبة معاها رحمة ... ديه مبادئ إلهية ... هو لم يغير هذه المبادئ إطلاقا ... لما كانوا (أهل نينوي) في حالة الخطية استحقوا العقوبة ، و لما كانوا في حالة التوبة استحقوا المغفرة و الرحمة ... يبقي المبدأ هو هو طبق عليهم في الحالين ... ما حصلش أن ربنا تغير لكن هم الذين تغيروا ...
--- الله لا يتغير في جوهره و لا يتغير في صفاته ... كل صفة من صفات الله هو لايمكن يتغير فيها ... يعني مثلا الله حكيم يبقي لا يمكن أن يتغير الله في هذه الصفة ... الله رحيم هو رحيم باستمرار ، الله عادل هو عادل باستمرار ... الله لا يتغير ...
--- أحيانا ناس تقول : الله في العهد القديم كان إله شديد و في العهد الجديد إله رحمة و نعمة و يصوروه كما لو كان فيه إلهين ، العهد القديم شئ و العهد الجديد شئ ، لا ابدا ، الله هو هو الأمس و اليوم و إلي الأبد ، في العهد القديم زي العهد الجديد بس الناس كانوا هم اللي بيغلطوا في العهد القديم أكتر ...
--- الله لا يتغير لأن التغير نوع من النقص ... و الله لا ينقص ...
--- ممكن تسأل : طب هل التغير للأفضل نوع من النقص ؟؟؟ أه ، التغير إلي أفضل يدل علي نقص في الحالة السابقة ... يعني صحيح بقي في حالة أحسن ، بس في حالة أحسن معناها أن قبل كدة كان في حالة أقل ...فالتغير يدل علي نقص سواء في الماضي أو في المستقبل علي حسب الحالة ...
--- الله لأنه لا يتغير ، الله لا يزيد و لا ينقص ... لأنه كامل كمالا مطلقا ، و برضه ديه صفة إلهية ...الكمال المطلق ل الله وحده ... فالله كامل كمال مطلق ... الكامل لا ينقص عن كماله و لا يزيد لأن مافيش كمال أكتر من كدة يزيد إليه ... ف يبقي الله لا يزيد و لا ينقص لأنه فيه كمال مطلق ...و لا يتغير الله لا في مقاصده و لا يتغير في علمه و لا يتغير في صفاته و لا يتغر في جوهره ، الله هو هو أمس و اليوم و إلي الأبد ... لا يوجد في داخله ما يجعله يتغير ، و لا يوجد تأثير خارجي يجعله يتغير ...
--- قلنا الله أزلي أبدي يعني لا بداية أيام له و لا نهاية ...
--- واحد ممكن يسأل يقول : هل أفكار الله لها تتابع ؟؟؟ لأ ، ده الشخص اللي بينتقل من شئ لشئ ، لكن أفكار الله ثابتة ... دي تخلينا ننتقل لنقطة تانية و هي معرفة الله ...
--- معرفة الله ... طبعا معرفة الله معرفة غير محدودة ... في المعرفة ، المعرفة من الصفات النسبية ، يعني أزلية ديه ل الله وحده ... غير محدود ل الله وحده ، واجب الوجود ل الله وحده ... المعرفة ، ممكن الأنسان يعرف و ربنا يعرف ... لكن ايه الفرق بين المعرفتين ؟؟؟ إن طبعا معرفة الله غير محدودة ... يعني ايه غير محدودة ؟ يعني أي انسان ممكن يعرف شئ عن أشياء كثيرة ، حتي يعرف شئ عن كل شئ ديه مش سهلة ، هو الأنسان بيعرف بعض أشياء عن بعض أشياء ، مهما كان عالم ... يعني جايز يكون عالم في التاريخ لكن ما يفهمش في الرياضة ... بل في عالم التخصصات الحالية معرفة الأنسان محدودة في تخصص محدود ... يعني مثلا تقول ده طبيب متخصص في القلب ، فيه ناس متخصصين في جراحة القلب و فيه ناس متخصصين في نوع معين من الجراحة ... يعني حتي في عالم التخصصات كل انسان بيعرف شئ محدود ...
--- معرفة الله تتميز بأنه يعرف كل شئ عن كل شئ ... و ديه لا يمكن أن توجد عند أي انسان ... الأنسان بيعرف عن طريق وسائط ... يعني الأنسان بيعرف عن طريق البحوث ، عن طريق الكتب ، عن طريق التجارب ، عن طريق المقاييس ، عن طريق المخترعات ، تلاقي الطبيب يعرف الضغط عن طريق جهاز الضغط ، لكن ربنا يعرف من غير واسطة ، لا يحتاج إلي واسطة لكي يعرف بها ... الأنسان بيعرف بطريق تدريجي ، يعني خطوة تقوده إلي خطوة إلي خطوة ، لكن الله لا يحتاج إلي هذا التدرج ... يعرف كل شئ عن كل شئ دفعة واحدة بلا تدرج ..
--- الأنسان معرفته أحيانا تكون يقينية و أحيانا غير يقينية ... لكن معرفة الله هي كاملة اليقين ، لا شك فيها ... الأنسان يعرف الظاهرات فقط لكن الله يعرف الظاهرات و الخفيات ... سواء خفيات بالنسبة للطبيعة أو خفيات بالنسبة للأنسان ... فيعرف ما يخفي في القلوب و ما يخفي في الأفكار و ما يخفي في النيات ... الأنسان ما عندوش هذه المعرفة ... لذلك الله يعرف الغيب ... الله يعرف المستقبل ... الأنسان لا يمكن أن يعرف المستقبل ...ممكن بالفراسة ، بالعلم يستنتج بعض أشياء و قد تتم و قد لا تتم ... لكن معرفة الله معرفة يقينية بالنسبة للغيب ، بالنسبة للمستقبل ... الأنسان يعرف الظاهرات فقط و الله يعرف الظاهرات و الخفيات ...
--- الأنسان علمه أو معرفته علم مكتسب ، بيكتسب العلم عن طريق القراءة ، عن طريق الدراسة ، عن طريق الأختبار ... لكن الله ، المعرفة فيه ، معرفة ذاتية و ليست اكتسابية ... يعني هو في ذاته موجودة المعرفة ما بيأخدهاش عن طريق أخر ... معرفة ذاتية ... شئ جميل عن الله ، أن الله يعرف كل شئ في ذات الوقت ... يعني أنت ممكن تعرف الماضي و تعرف الحاضر و بعد وقت تعرف المستقبل لكن ربنا الماضي و الحاضر و المستقبل أمامه في نفس الوقت ... أمامه في نفس الوقت منذ الأزل ... يعني من أول الأزل ربنا شايف كل حاجة ..
بالنسبة ليك انت فيه ماضي و حاضر و مستقبل، لكن بالنسبة لربنا صورة واضحة للكون كله بماضيه ، بحاضره ، بمستقبله ، بتتابع الاحداث التي فيه ، بنتائجها ، عارفها كلها مرة واحدة. ليه ؟ لأن الله لا يجد عليه شئ ، و لا يدخل في معرفته شئ جديد، كله عارفه ، القديم و الحاضر و المستقبل. قبل ان يخلق الانسان عارف الانسان و مجري حياته كلها و تصرفاته إلي ابد الآبدين. عارف كله مرة واحدة.
--- كان يعرف قبل ان يخلقنا اننا سنخطئ، و كان يعرف انه حينما سنخطئ سيفدينا، إذا فكرة الخلاص موجودة ازلية عند الله قبل ان يخلق الكون و قبل ان يخلق الانسان.
--- الله لا يزيد علي علمه شئ، يعرف بحدوثه ، هذا ما نسميه علم الله السابق و يعرف المستقبل قبل حدوثه، و يمكن ان يجعل الانسان يعرف المستقبل عن طريق النبؤة، و النبؤة هذه من عند الله، معرفة الله السابقة يوحي بها للانسان. فإذا قال عنها الأنبياء يبقي بيقولوا من علم الله، يعني بينقلوا علم الله للناس في احداث معينة محددة تحدث في وقت معين.
--- فيه اشياء يعرفها الانسان بالدراسة و مش بس ربنا يعرفها، ده يعرفها لأن هو صاحب الامر فيها، ازاي يعني ؟ يعني مثلا انسان بالدراسة ، بالخبرة ، يقولك الارض فيها بترول، ربنا عارف ان فيها بترول من غير دراسة و من غير خبرة ايضا يعرف ان فيها بترول لأن هو اللي وضع فيها بترول في الحتة ديه، يعني هو صاحبها. يعني مثلا انت تعرف ان النبات الفلاني ينفع في المرض الفلاني، و جايز اكتشفت ديه بالخبرة، ربنا يعرف ان النبات الفلاني ينفع للمرض الفلاني لأنه هو اللي اعطي هذا النبات هذه الخاصية لشفاء المرضي، هو الذي وضع هذه الطبيعة فيه لما خلق هذا النبات.
--- معرفة الله لا تحد. طبعا فيه اشياء تانية غير مسائل المعرفة و الوجود في كل مكان و ان الله غير متغير، ، إن الله خالق و ديه صفة من صفات الله وحده، و كلمة خالق يعني يكون شئ من العدم. أي انسان مهما بلغ من العلم هو مكتشف أو صانع و ليس خالقا. تقولي الانسان بيعمل سفن تطلع في الفضاء اقولك ديه صناعة و اكتشاف و ليست خلق لأن كل هذه المصنوعات مصنوعة من مواد ربنا خلقها قبل كدة. و حتي هذا العقل ، العقل البشري الذي يفكر هو ايضا من خلق الله، و المعرفة التي فيه هي المعرفة التي وضعها الله فيه، يعني الله خلق هذا الانسان بهذا العلم، بهذه المعرفة، بالقدرة علي الاكتشاف، بالقدرة علي الاختراع، بالقدرة علي الصناعة، كلها من خلق الله. حتي المخلوقات التي تنمو بالولادة تعتبر من خلائق الله من جهة الأصل، فكلنا خليقته مع اننا مولودون و لكن اصلنا مخلوق. تعتبر البشرية كلها خليقة لله من حيث الاصل، ولذلك إذا وجدنا أي معجزة من معجزات المسيح تدل علي اي صفة من هذه الصفات فهي تدل علي لاهوته. إذا كان في معجزة تحويل الماء إلي خمر خلق مادة جديدة لم تكن في طبيعة الماء و هي من مركبات الخمر، فالماء اكسوجين و هيدروجين أما الخمر ففيها مركبات اخري كتير، يبقي خلق مادة جديدة ما كانتش موجودة يبقي ده دليل علي لاهوته. إذا كان في معجزة الخمس خبزات و السمكتين خلق مادة ما كانتش موجودة يبقي ده برضه دليل علي لاهوته. إن كان من الطين اوجد للمولود اعمي عينا كأنه خلق له بصرا لم يكن موجودا، ده دليل علي لاهوته. لو طبقت هذه الصفات كلها علي المسيح ستكون لديك كل الاثباتات علي لاهوته. خذ الوجود في كل مكان، لما المسيح يقول حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمي هناك أكون في وسطهم، يعني موجود مع اي ناس موجودين في اي قارة من قارات العالم و اي جزء من هذه الأجزاء يبقي موجود في كل مكان. إذا كان كدة مع الابرار ، بيقول الابرار ح يطلعوا الفروس، بيقول للص اليمين اليوم تكون معي في الفردوس اهو موجود مع كل انسان علي الارض، إذا اجتمع اثنان او ثلاثة حتي الذي يحبه بيقول يحبه ابي و اليه نأتي و عنده نصنع منزلا، حتي الخطأة فهو واقف علي الباب يقرع و من يفتح له يدخل، فهو موجود يقرع علي باب الخطأة، موجود في قلوب المؤمنين، موجود حيثما وجد اثنان او ثلاثة يتكلموا بأسمه، موجود في الفردوس و معاه اللص اليمين، موجود عن يمين الآب، موجود في السماء و علي الارض و ديه تدل علي لاهوته. يبقي احنا نأخد هذه الصفات الخاصة بالله وحده و نطبقها في كل ناحية من النواحي.
اتكلمنا قبل كدة عن صفات الله و نتابع صفاته.
--- قلنا ان فيه صفات خاصة بالله وحده و ديه اتكلمنا عليها. و فيه صفات يشترك فيها الله مع البشر أو مع بعض الملائكة و لكن موجودة عند ربنا بطريقة غير محدودة. القوة مثلا، من ضمن صفات الله انه قوي و قادر لكن الفرق بينه و بين خليقته انه قادر علي كل شئ. ربنا كلي القدرة (Almighty) ، يعني قادر علي كل شئ، و الكتاب بيقول غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله.
--- شهود يهوة يعتقدون ان المسيح اله قدير و لكنهم لا يعتقدون انه كلي القدرة عل اعتبار ان كلي القدرة صفة من صفات الله وحده. من ضمن الأشياء التي تدل علي ان الله كلي القدرة. الخلق، لأن الخلق كونه انه يأخدك من عدم ديه قدرة لا يستطيعها احد فهي خاصة بالله وحده. كل ما يستطيعه الانسان الذي وصل إلي القمر و عمل حاجات بالكمبيوتر و عمل حاجات كتيرة أن الانسان صانع و ليس خالقا أو ان الانسان مكتشف و ليس خالقا، يعني يكتشف القدرة الموجودة في المادة و يصنع منها ادوية مثلا، ده يبقي اكتشاف و صنع لكن خلق لأ فهو لا يستطيع أن "يخلق" دواء. كل ما يصنعه الانسان في كل قدرته بيستخدم فيه المادة مثلا. انه لم يخلق المادة و انما يكتشف القدرات الموجودة، و القدرات ديه من صنع الله وحده. ايضا من الاشياء التي تدل علي ان الله كلي القدرة. إحنا قلنا الخلق نقول كمان اقامة الاموات، مش بس إقامة الاموات الذين لهم اجساد، يعني ماتوا حديثا، إنما الاموات الذين تحولوا إلي تراب و ربما امتصتهم الارض ايضا، امتصهم هذا التراب، كون ان الله يقيم الموتي ديه حاجة تدل علي انه كلي القدرة لأنه لا يستطيع مخلوق ايا كان انه يقيم الموتي.
ديه صفة من صفات الله، يمتلك ايضا إلي جوارها صفة انه معطي الحياة أو واهب الحياة أو مصدر الحياة، ديه صفة من صفاته وحده. فهو الذي وهب الحياة الأولي عندما نفخ نسمة حياة في التراب فصار آدم نفسا حية، فهو الذي يهب الحياة للموتي فيعودون للحياة مرة أخري. كل ديه صفات من الله الكلي القدرة التي لا يستطيعها انسان و لا ملاك. مش ممكن. يعني حتي ربنا في بعض الأوقات اعطي الملائكة سلطانا ان ُيميتوا زي ضربة الابقار في مصر، زي ضربة اورشليم ايام داود، لكن لم يعطي ملاكا علي الاطلاق سلطة احياء ميت. و الذين اقاموا اموتا اقاموهم بقدرة الله و ليس بقدرتهم هم زي ايليا صلي سبعة مرات علي بال ما قام ابن ارملة صرفة التي لصيدون. منح الحياة و إقامة الموتي جزء من قدرة الله الفائقة للطبيعة.
--- نقطة تانية تدل علي قدرة الله الكلية و هي صنع المعجزات و العجائب، و هذه ايضا ليست من قدرة بشر، و البشر الذين صنعوا معجزات صنعوها بقدرة الله فيهم و ليس بقدرتهم الشخصية. فالله قادر علي كل شئ بينما قدرة الانسان محدودة ، اي كان الأنسان قدرته محدودة لكن قدرة الله غير محدودة بدليل ان الانسان احيانا يقف عاجزا تماما امام قوة الطبيعة، مش قادر عليها، لا يستطيع ان يمنعها، ربما يعالج خسائرها لكن لا يستطيع ان يمنعها، لا يستطيع الانسان ان يمنع الزلازل، لا يستطيع ان يمنع البراكين، لا يستطيع ان يمنع الفيضانات اللي بتغرق بلاد بحالها، لا يستطيع ان يمنع الكوارت التي تحث عن قب الأذون في الشمس، لا يستطيع ان يمنع الحرارة، ربما يعالج نتائجها لكن ما يقدرش يمنعها، لا يستطيع ان يمنع البرودة، لا يستطيع ان يمنع الرياح انها تهب، لكن يحاول يتفادي متاعبها، لا يستطيع ان يمنع المطر انه ينزل لكن يحاول ان يتفادي نتائجه. فالأنسان قدرته محدودة أمام الطبيعة بكل انواعها، اللي ضربناه ده مجرد امثلة.
--- و الانسان ايضا ضعيف امام الموت، كل انسان مهما كان قويا، امام الموت يبقي ضعيف. قدرة الانسان محدودة، فيه امور ما بيقدرش عليها، بل هناك امراض لغاية دلوقتي الانسان لا يعرف لها علاجا، و قدرة الانسان محدودة بالنسبة لهم، و لذلك نلاحظ ان السيد المسيح في شفائه للأمراض كان يشفي الامراض المستعصية التي لا يقدر عليها بشر، يعني في الأول ابتدأ بحاجات بسيطة زي حماة سمعان عندها حمي، شفاها من الحمي، ديه حاجات بسيطة، و كل اللي عندهم بعض الامراض، ديه كلها حاجات بسيطة بالنسبة لربنا. لكن الامراض المستعصية زي واحد أعمي، زي واحد ايده يابسة، مين يقدر علي ديه؟ زي واحد اعرج، زي امراض فشل فيها الأطباء، زي انسان مجنون.
--- قدرة الله ايضا علي كل شئ، يعني قدرة كلية و قدرة علي كل شئ، قدرة علي الطبيعة، قدرة علي الموت، قدرة علي الامراض، قدرة علي الشياطين، قدرة علي الملائكة، قدرته علي كل شئ، فيبقي كامل القدرة علي كل شئ. يبقي صفة من صفات الله وحده : الكلي القدرة، غير ان قدرة الله لابد تتفق مع مشيئته و قداسته، زي مرة مدرس في مدارس الأحد بيقول للتلامذة ربنا قادر علي كل شئ، فالتلميذ قاله لأ يا استاذ فيه حاجة ما يقدرش عليها ربنا، قاله : ايه ؟ قاله : ما يقدرش يعمل خطية. التعبير ده من الطفل جايز فيه ذكاء لكن مش حقيقي. ليه بقي ؟ لأن عمل الخطية ليس قدرة و انما ضعف. فما نقدرش نقول انه يقدر يعمل خطية، ده معناه انه يقدر يعمل خطية ده يبقي ضعيف، تناقض سلبي. قدرة ربنا تتفق مع قداسته و تتفق ايضا مع مشيئته، يعني ايه تتفق مع مشيئته ؟ يعني مثلا ربنا قادر انه يفني الشيطان لكن ليس في مشيئته ان يفنيه الأن، مشيئته لسة، ربنا قادر انه ينهي العالم، لكن ليس في مشيئته ان ينهيهه الأن، ليس لكم ان تعرفوا الأزمنة و الاوقات التي جعلها الآب في سلطانه وحده. كان ربنا قادر لما طردته مدينة من السامرة ان ينزل نارا من السماء فتحرق المدينة لكن لم يكن هذا الامر يتفق مع مشيئته. قالهم ابن الانسان لم يأتي ليهلك العالم بل ليخلص العالم. الله كان قادر ان يحول الحجارة خبزا لكن لم تكن في مشيئته ان يحولها خبز. الله قادر ان يصنع المعجزات إن كان في مشيئته أن يفعل ذلك. يبقي لابد قدرة الله تكون حسب مشيئته و ايضا حسب قداسته. النقطتين دول نقطتين اساسيتين.
--- يعني مثلا في مسألة المشيئة، الله قادر ان يسير الانسان نحو الخير، لكنه لا يشاء هذا، لأنه منحه حرية ارادة و يريد ان الانسان يسير في الخير بحرية ارادته. الله يستطيع و قادر انه يمنع الشر كله من العالم و يجعل العالم بلا خطية، لكن ليس في مشيئته ان يفعل هذا لأنه يريد أن العالم يمشي في البر بأرادته الحرة. يبقي مفهومة حكاية ان ربنا قادر علي كل شئ و لكن بحسب مشيئته و قداسته.
--- نتكلم عن نقطة أخري و هي عدل الله. الله عادل، ماحدش يتكلم في ديه ابدا، حتي لما جه يحرق سادوم و حاوره ابو الآباء ابراهيم قاله : أ ديانا الارض كلها لا يصنع عدلا ؟ هو ديان الارض كلها و سيأتي ليدين العالم، و سيجازي كل واحد حسب اعماله، و مجازاة كل واحد حسب اعماله نوع من عدل الله. الله ليس فقط يجازي كل واحد حسب اعماله و انما يجازي كل واحد ايضا حسب امكانياته و قدراته، حسب ما عنده من قوة و من فهم و من ذكاء و من ارادة، يعني الانسان الفاقد الارادة لا يحاسبه الله علي عمله، الانسان الفاقد الارادة لا يحاسبه الله علي عمله، مع ان احنا بنطلب المغفرة لأعمالنا الغير ارادية، خطايانا غير ارادية نعتبر انها خطية تحتاج لمغفرة، لكن ربنا بيغفرها، يعني ما فيهاش ارادة، و ايضا العمل الذي يعمل بلا عقل الله لا يحاسب عليه. فالانسان فاقد العقل لا يحاسب، بل ايضا يقول الكتاب في عدل الله إن الذي يعرف اكثر ُيطالب بأكثر، فالله يحاسب الانسان ايضا علي قدر ما عنده من معرفة و من فهم، و ربنا عندما يحاسب الانسان يفرق بين خطية الجهل و خطية الخيانة و خطية الخوف، يعني خطية بطرس في انكار المسيح عن خوف ليست مثل خطية يهوذا اللي عن خيانة. الله في عدله يتفق عدله، عدل الله مع قداسة الله لأن قداسة الله ضد الخطية، فعدله يقف ضد الخطية، و من ضمن عدل الله المعاقبة، سواء العقاب علي الارض او العقاب في السماء أو في كليهما، ليس معني أن الله غفور يبقي غير عادل، لأن مسألة الفداء كلها و عقيدة الفداء مرتبطة علي عدل الله و قداسة الله، و الله في عدله و في مغفرفته و في معاقبته لا يستثني حتي الأنبياء، فقد عاقب موسي النبي و هو حبيبه، و قد عاقب داود النبي و هو حبيبه ايضا، و قد عاقب كثيرين من رجاله. فربنا في عدله يطبق القانون علي الكل و لا يستثني أحد، بس جايز واحد يعاقبه علي الارض فقط إن كانت له توبة تعفيه من معاقبة السماء و تطبيق نظام التوبة يطبقه ربنا علي الكل، فلو تاب الملحد ُيغفر له، و لو تاب المجدف يغفر له، و لو تاب الخاطئ ُيغفر له، لما تابت نينوي ٌغفر لها مثل اي قديس أخطأ و تاب فيغفر له، يعني تطبيق المغفرة و العقاب بعدل الله علي كل احد، و الذي لا يتوب لا يغفر له مهما كان، الله ما بيجاملش. جايز بعض الناس بيقفوا في مهاجمة عدل الله علي اعتبار ان فيه تفاوت علي الارض، يعني فيه الغني و فيه الفقير، و فيه الذكي و فيه الغبي، و فيه صاحب المواهب و فيه اللي ما عندوش مواهب، ففيه ناس ساعات يقولوا هل هذا يتفق مع عدل الله ؟ هو يتفق مع العدل انه بيحاسب كل واحد حسب مواهبه، يعني فيه واحد عنده مواهب بيحاسبه اكتر من واحد ما عندوش مواهب. كمان عايزين نقول ان ربنا بيهمه بالأكثر ابدية الانسان، يعني حياته علي الارض ليكن التفاوت موجودة لكن المهم أن كل انسان يؤدي دوره في الحياة مظبوط نسبة إلي الامكانيات المعطاة ليه، زي رواية ، واحد يكون بيشتغل في الرواية ملك، و واحد فراش، و واحد وزير، و واحد دكتور، و واحد بواب، لكن اللي بيعتبر بطل للرواية هو الذي يتقن دوره حتي لو كان خدام في الرواية، المهم انه بيتقن دوره، كذلك ربنا عايز ان كل واحد يتقن دوره في الحياة، ما يهمش وضعه ايه و مواهبه ايه، و مركزه ايه، المهم ان يتقن دوره.
--- ربنا بيحاسب كل واحد حسب الامكانيات المعطاة ليه من جهة عدل ربنا، يعني مثلا الغني و لعازر، واحد كان فقير و واحد كان غني، فيه تفاوت علي الارض لكن عولج هذا الامر في السماء، فالغني قالوله انت كنت بتتعزي و الان بتتعذب و التاني قالوله انت كنت بتتعذب دلوقتي بتتعزي، يعني عدل الله يخلي نصيب الأنسان علي الارض و في السما يكونان حصيلة واحدة متعادلة مع الكل، فالذي لم ينل شيئا علي الارض ح يتعوض في السما، و اللي اتظلم علي الارض ح يأخد عدل في السما. مثلا واحد يقولك اصحاب العاهات، واحد كان اعمي علي الارض ح يبصر في السما، و جايز يكون اعمي علي الارض و ربنا يديله مواهب اكتر من المبصرين، فالمقياس اللي علي الارض مش هو كل حاجة لأنه ُيعوض بعدل الله في السما، و ديه يخش تحتها اصحاب العاهات و المعوقين، إلي اخره.
--- نجئ لنقطة من النقط اللي بتقف امام عدل الله من ناحية اللاهوت النظري، المشكلة التي اثارها ارميا النبي في اصحاح ١٢ من آية ١، قاله أبر انت ياربي من ان اخاصمك و لكني اكلمك من جهة احكامك، لماذا تنجح طريق الاشرار اطمئن كل غادرين غدرا، بينجحوا علي الارض لكن لن ينجحوا فوق، و حتي نجاحهم علي الارض نجاح مؤقت و ممكن يعقبه جزاء علي الارض، و إن ما اخدوش جزاء علي الارض ح يأخدوا فوق فمحصلتهم علي الارض و في السما واحدة، و زي ما قال سفر الامثال لا تغر من الاشرار، ليهم يوم ح يتحاسبوا فيه.
أرسل للبشرية الرسل، أوجد التوبة، اوجد عمل الروح القدس، اوجد عمل النعمة بالنسبة للناس جميعا.