34 وانتخب سمعان رجالا، وأرسل إلى ديمتريوس الملك أن يعفي البلاد، لأن كل ما فعله تريفون إنما كان اختلاسا.
35 فبعث إليه ديمتريوس الملك بهذا الكلام وأجابه، وكتب إليه كتابا هذه صورته:
36 «من ديمتريوس الملك إلى سمعان الكاهن الأعظم وصديق الملوك وإلى الشيوخ وشعب اليهود سلام.
37 قد وصل إلينا إكليل الذهب والسعفة التي بعثت بها إلينا، وفي عزمنا أن نعقد معكم سلما وثيقا ونكاتب أرباب الأمور أن يعفوكم مما عليكم،
38 وكل ما رسمنا لكم يبقى مرسوما، والحصون التي بنيتموها تكون لكم.
39 وكل ما فرط من هفوة وخطإ إلى هذا اليوم نتجاوز عنه، والإكليل الذي لنا عليكم وكل وضيعة أخرى على أورشليم نعفيكم منها.
40 وإن كان فيكم أهل للاكتتاب في جندنا فليكتتبوا، وليكن فيما بيننا سلم».
41 وفي السنة المئة والسبعين خلع نير الأمم عن إسرائيل،
42 وبدأ شعب إسرائيل يكتب في توقيع الصكوك والعقود: في السنة الأولى لسمعان الكاهن الأعظم قائد اليهود ورئيسهم.
43 في تلك الأيام نزل سمعان على غزة وحاصرها بجيوشه، وصنع دبابات وأدناها من المدينة، وضرب أحد البروج واستولى عليه.
44 وهجم الذين في الدبابة على المدينة، فوقع اضطراب عظيم في المدينة،
45 وصعد الذين في المدينة مع النساء والأولاد إلى السور ممزقة ثيابهم، وصرخوا بصوت عظيم إلى سمعان يسألونه الأمان،
46 وقالوا: «لا تعاملنا بحسب مساوئنا بل بحسب رأفتك.
47 فرق لهم سمعان وكف عن قتالهم، وأخرجهم من المدينة وطهر البيوت التي كانت فيها أصنام، ثم دخلها بالتسبيح والشكر،
48 وأزال منها كل رجاسة، وأسكن هناك رجالا من المتمسكين بالشريعة، وحصنها وبنى له فيها منزلا.
49 وأما الذين في قلعة أورشليم، فإذ كانوا قد منعوا من الخروج ودخول البلد ومن البيع والشراء، اشتدت مجاعتهم ومات كثير منهم،
50 فصرخوا إلى سمعان يسألون الأمان، فأمنهم وأخرجهم من هناك، وطهر القلعة من النجاسات،
51 ودخلها في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني في السنة المئة والحادية والسبعين بالحمد وبالسعف والكنارات والصنوج والعيدان والتسابيح والأناشيد لانحطام العدو الشديد من إسرائيل،