10 ولنشرع الآن في خبر ابن ذاك المنافق، ونذكر ما كان من رزايا الحروب بالإيجاز:
11 إنه لما استولى هذا على الملك، فوض تدبير الأمور إلى ليسياس قائد القواد في بقاع سورية وفينيقية.
12 وذلك أن بطلماوس المسمى بمكرون عزم على أن ينصف اليهود مما كانوا فيه من الظلم، واجتهد في معاملتهم بالسلم،
13 فلذلك سعى به أصحابه إلى أوباطور، وكثر كلام الناس فيه بأنه خائن، لأنه تخلى عن قبرس التي كان فيلوماطور قد استعمله عليها، وانحاز إلى أنطيوخس الشهير. وإذ ذهبت عنه كرامة السلطان بلغ منه الكمد فقتل نفسه بسم.
14 فولي جرجياس قيادة البلاد، وشرع يجيش من الأجانب، وناصب اليهود حربا متواصلة.
15 وكذلك الأدوميون الذين كانت لهم حصون ملائمة، كانوا يرغمون اليهود ويقبلون المهاجرين من أورشليم، ويتجهزون للحرب.
16 فابتهل الذين مع المكابي، وتضرعوا إلى الله أن يكون لهم نصيرا، ثم هجموا على حصون الأدوميين،
17 واندفعوا عليها بشدة، وامتلكوا مواضع منها، وصدموا جميع الذين كانوا يقاتلون على السور، وكل من اقتحمهم قتلوه فأهلكوا منهم عشرين ألفا،
18 وفر تسعة آلاف منهم إلى برجين حصينين جدا مجهزين بكل أسباب الدفاع.
19 فخلف المكابي سمعان ويوسف وزكا وعددا من أصحابه كافيا لمحاصرتهما، وانصرف إلى مواضع أخرى كانت أشد اقتضاء له.
20 غير أن الذين كانوا مع سمعان استغواهم حب المال؛ فارتشوا من بعض الذين في البرجين، وخلوا سبيلهم بعد أن أخذوا منهم سبعين ألف درهم.
21 فلما أخبر المكابي بما وقع، جمع رؤساء الشعب وشكا ما فعلوا من بيع إخوتهم بالمال، إذ أطلقوا أعداءهم عليهم،
22 ثم قتل أولئك الخونة ومن فوره استولى على البرجين،
23 وقرنت أسلحته بكل فوز على يده؛ فأهلك في البرجين ما يزيد على عشرين ألفا.
24 ثم إن تيموتاوس الذي كان اليهود قد قهروه من قبل، حشد جيشا عظيما من الغرباء، وجمع من فرسان أسيا عددا غير قليل، ونزل على اليهودية نزول مستفتح قهرا.
25 فعندما اقترب، توجه أصحاب المكابي إلى الابتهال إلى الله، وقد حثوا التراب على رؤوسهم، وحزموا أحقاءهم بالمسوح،
26 وخروا عند رجل المذبح، وابتهلوا إليه أن يكون راحما لهم ومعاديا لأعدائهم ومضايقا لمضايقيهم، كما ورد في الشريعة.
27 ولما فرغوا من الدعاء، أخذوا السلاح وتقدموا حتى صاروا عن المدينة بمسافة بعيدة، ولما قاربوا العدو وقفوا.
28 وعند طلوع الشمس تلاحم الفريقان، وهؤلاء متوكلون على الرب كفيلا بالفوز والنصر مع بسالتهم، وأولئك متخذون البأس قائدهم في الحروب.
29 فلما اشتد القتال، تراءى للأعداء من السماء خمسة رجال رائعي المنظر على خيل لها لجم من ذهب، فجعل اثنان منهم يقدمان اليهود،
30 وهما قد اكتنفا المكابي يحفزانه بأسلحتهما ويقيانه الجراح، وهم يرمون بالسهام والصواعق حتى عميت أبصارهم وجعلوا يخبطون ويتصرعون.