الشرح و التفسير : شاهد الفيديو -
الكتاب المقدس - العهد القديم
1 لذلك كانوا أحقاء بأن يعاقبوا بأمثال هذه، ويعذبوا بجم من الحشرات.
2 أما شعبك فبدلا من ذلك العقاب، أحسنت إليهم بإعداد السلوى مأكلا غريب الطعم، أشبعت به شهوتهم.
3 حتى إنه بينما كان أولئك مع جوعهم فاقدي كل شهوة للطعام من كراهة ما بعثت عليهم، كان هؤلاء بعد عوز يسير يتناولون مأكلا غريب الطعم.
4 فإنه كان ينبغي لأولئك المقتسرين أن تنزل بهم فاقة لا مناص منها، ولهؤلاء أن يروا كيف يعذب أعداؤهم لا غير.
5 ولما اقتحم هؤلاء حنق الوحوش الهائل، وأهلكهم لدغ الحيات الخبيثة،
6 لم يستمر غضبك إلى المنتهى، بل إنما أقلقوا إلى حين إنذارا لهم، ونصبت لهم علامة للخلاص، تذكرهم وصية شريعتك،
7 فكان الملتفت إليها يخلص، لا بذلك المنظور بل بك، يا مخلص الجميع.
8 وبذلك أثبت لأعدائنا، أنك أنت المنقذ من كل سوء،
9 لأن أولئك قتلهم لسع الجراد والذباب، ولم يوجد لنفوسهم شفاء، إذ هم أهل لأن يعاقبوا بمثل ذلك.
10 أما بنوك فلم تقو عليهم أنياب التنانين السامة، لأن رحمتك أقبلت وشفتهم.
11 وإنما نخسوا ليتذكروا أقوالك، ثم خلصوا سريعا، لئلا يسقطوا في نسيان عميق؛ فيحرموا إحسانك.
12 وما شفاهم نبت ولا مرهم، بل كلمتك، يا رب، التي تشفي الجميع،
13 لأن لك سلطان الحياة والموت؛ فتحدر إلى أبواب الجحيم وتصعد.
14 أما الإنسان فيقتل بخبثه، لكنه لا يعيد الروح الذي قد خرج، ولا يسترجع النفس المقبوضة.
15 إنه ليس أحد يستطيع أن يهرب من يدك،
16 فإنك قد جلدت بقوة ذراعك المنافقين، الذين جحدوا معرفتك، وأطلقت في إثرهم سيولا وبردا وأمطارا غريبة ونارا آكلة.
17 وأغرب شيء أن النار كانت في الماء، الذي يطفئ كل شيء، تزداد حدة لأن عناصر العالم تقاتل عن الصديقين.
18 وكان اللهيب تارة يسكن لئلا يحرق ما أرسل على المنافقين من الحيوان، ولكي يبصروا فيعلموا أن قضاء الله على أعقابهم،
19 وتارة يخرج عن طبع النار فيتأجج في الماء، لكي يستأصل أنبتة الأرض الأثيمة.
20 أما شعبك فبدلا من ذلك أطعمتهم طعام الملائكة، وأرسلت لهم من السماء خبزا معدا لا تعب فيه، يتضمن كل لذة، ويلائم كل ذوق،
21 لأن جوهرك أبدى عذوبتك لبنيك، فكان يخدم شهوة المتناول، ويتحول إلى ما شاء كل واحد.
22 وكان الثلج والجليد يثبتان في النار ولا يذوبان، لكي يعلم كيف أكلت ثمار الأعداء نار تلتهب في البرد، وتبرق في المطر.
23 أما عند هؤلاء فقد تناست القوة التي لها، لكي يغتذي القديسون.
24 إذ الخليقة الخادمة لك أنت صانعها تتشدد، لتعاقب المجرمين، وتتراخى لتحسن إلى المتوكلين عليك.
25 لذلك كانت حينئذ تتحول إلى كل شيء، لتخدم نعمتك الغاذية الجميع على ما يشاء كل محتاج،
26 لكي يعلم بنوك الذين أحببتهم، أيها الرب، أن ليس ما تخرج الأرض من الثمار هو يغذو الإنسان، لكن كلمتك هي التي تحفظ المؤمنين بك.
27 إذ ما لم تكن النار تحله، كانت شعاعة يسيرة من الشمس تحميه فيذوب،
28 حتى يعلم أنه يجب أن نسبق الشمس إلى شكرك، ونحضر أمامك عند شروق النور.
29 لأن رجاء من لا شكر له يذوب كجليد شتوي، ويذهب كماء لا منفعة فيه.