3 وأخذه حزن شديد هو وحنة امرأته، وطفقا كلاهما يبكيان لتخلف ابنهما عن الرجوع في يوم الميعاد.
4 وكانت أمه تبكي بدموع لا تنقطع وهي تقول: «آه أوه يا بني، لماذا أرسلناك في الغربة يا نور أبصارنا وعكازة شيخوختنا وعزاء عيشتنا ورجاء عقبنا؟
5 لقد كان لنا فيك وحدك كل شيء، فلم يكن ينبغي لنا أن نرسلك عنا».
6 فكان طوبيا يقول لها: «اسكتي ولا تتقلقي، إن ابننا سالم والرجل الذي أرسلناه معه ثقة جدا».
7 فلم يكن ذلك يفيدها أدنى تعزية، وكانت كل يوم تقوم مسرعة فتتشوف من كل جهة، وتنظر في جميع الطرق التي كانت تظن أن ابنها يرجع منها لعلها تراه عن بعد مقبلا.
8 وأما رعوئيل فقال لصهره: «امكث ههنا وأنا أنفذ إلى طوبيا أبيك من يخبره بسلامتك».
9 فقال له طوبيا: «إني لأعلم أن أبي وأمي يحسبان الأيام وأرواحهما معذبة قلقا».
10 وبعد أن أكثر رعوئيل من الإلحاح على طوبيا، فأبى أن يسمع بوجه من الوجوه، أعطاه سارة ونصف أمواله كلها من غلمان وجوار ومواش وإبل وبقر وفضة كثيرة، وصرفه من عنده بسلام فرحا،
11 قائلا: «ملاك الرب القدوس يكون في طريقكما، ويبلغكما سالمين، وتجدان كل شيء عند أبويكما بخير، وترى عيناي بنيكما قبل موتي».