1 فهرب داود من نايوت في الرامة، وجاء وقال قدام يوناثان: «ماذا عملت؟ وما هو إثمي؟ وما هي خطيتي أمام أبيك حتى يطلب نفسي؟»
2 فقال له: «حاشا. لا تموت! هوذا أبي لا يعمل أمرا كبيرا ولا أمرا صغيرا إلا ويخبرني به. ولماذا يخفي عني أبي هذا الأمر؟ ليس كذا».
3 فحلف أيضا داود وقال: «إن أباك قد علم أني قد وجدت نعمة في عينيك، فقال: لا يعلم يوناثان هذا لئلا يغتم. ولكن حي هو الرب، وحية هي نفسك، إنه كخطوة بيني وبين الموت».
21 وحينئذ أرسل الغلام قائلا: اذهب التقط السهام. فإن قلت للغلام: هوذا السهام دونك فجائيا، خذها. فتعال، لأن لك سلاما. لا يوجد شيء، حي هو الرب.
22 ولكن إن قلت هكذا للغلام: هوذا السهام دونك فصاعدا. فاذهب، لأن الرب قد أطلقك.
23 وأما الكلام الذي تكلمنا به أنا وأنت، فهوذا الرب بيني وبينك إلى الأبد».
24 فاختبأ داود في الحقل. وكان الشهر، فجلس الملك على الطعام ليأكل.
25 فجلس الملك في موضعه حسب كل مرة على مجلس عند الحائط. وقام يوناثان وجلس أبنير إلى جانب شاول، وخلا موضع داود.
26 ولم يقل شاول شيئا في ذلك اليوم، لأنه قال: «لعله عارض. غير طاهر هو. إنه ليس طاهرا».
27 وكان في الغد الثاني من الشهر أن موضع داود خلا، فقال شاول ليوناثان ابنه: «لماذا لم يأت ابن يسى إلى الطعام لا أمس ولا اليوم؟»
28 فأجاب يوناثان شاول: «إن داود طلب مني أن يذهب إلى بيت لحم،
29 وقال: أطلقني لأن عندنا ذبيحة عشيرة في المدينة، وقد أوصاني أخي بذلك. والآن إن وجدت نعمة في عينيك فدعني أفلت وأرى إخوتي. لذلك لم يأت إلى مائدة الملك».
30 فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له: «يا ابن المتعوجة المتمردة، أما علمت أنك قد اخترت ابن يسى لخزيك وخزي عورة أمك؟
31 لأنه ما دام ابن يسى حيا على الأرض لا تثبت أنت ولا مملكتك. والآن أرسل وأت به إلي لأنه ابن الموت هو».
33 فصابى شاول الرمح نحوه ليطعنه، فعلم يوناثان أن أباه قد عزم على قتل داود.
34 فقام يوناثان عن المائدة بحمو غضب ولم يأكل خبزا في اليوم الثاني من الشهر، لأنه اغتم على داود، لأن أباه قد أخزاه.
35 وكان في الصباح أن يوناثان خرج إلى الحقل إلى ميعاد داود، وغلام صغير معه.
36 وقال لغلامه: «اركض التقط السهام التي أنا راميها». وبينما الغلام راكض رمى السهم حتى جاوزه.
37 ولما جاء الغلام إلى موضع السهم الذي رماه يوناثان، نادى يوناثان وراء الغلام وقال: «أليس السهم دونك فصاعدا؟».
38 ونادى يوناثان وراء الغلام قائلا: «اعجل. أسرع. لا تقف». فالتقط غلام يوناثان السهم وجاء إلى سيده.
39 والغلام لم يكن يعلم شيئا، وأما يوناثان وداود فكانا يعلمان الأمر.
40 فأعطى يوناثان سلاحه للغلام الذي له وقال له: «اذهب. ادخل به إلى المدينة».
41 الغلام ذهب وداود قام من جانب الجنوب وسقط على وجهه إلى الأرض وسجد ثلاث مرات. وقبل كل منهما صاحبه، وبكى كل منهما مع صاحبه حتى زاد داود.
42 فقال يوناثان لداود: «اذهب بسلام لأننا كلينا قد حلفنا باسم الرب قائلين: الرب يكون بيني وبينك وبين نسلي ونسلك إلى الأبد». فقام وذهب، وأما يوناثان فجاء إلى المدينة.