انجيل يوحنا - الفصل / الأصحاح السادس (٦) - (الكتاب المقدس - العهد الجديد)






الشرح و التفسير : شاهد الفيديو - تفسير انجيل يوحنا الرسول الأصحاح 6 الأب داود لمعي






الكتاب المقدس - العهد الجديد
إنجيل يوحنا

الفصل / الأصحاح السادس

 


إشباع الخمسة الآلاف رجل 


1 بعد هذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية

وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى

فصعد يسوع إلى جبل وجلس هناك مع تلاميذه

وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا

فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعا كثيرا مقبل إليه، فقال لفيلبس: من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء

وإنما قال هذا ليمتحنه، لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل

أجابه فيلبس: لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا

قال له واحد من تلاميذه، وهو أندراوس أخو سمعان بطرس

هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء

10 فقال يسوع: اجعلوا الناس يتكئون. وكان في المكان عشب كثير، فاتكأ الرجال وعددهم نحو خمسة آلاف

11 وأخذ يسوع الأرغفة وشكر، ووزع على التلاميذ، والتلاميذ أعطوا المتكئين. وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا

12 فلما شبعوا، قال لتلاميذه: اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء

13 فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر، من خمسة أرغفة الشعير، التي فضلت عن الآكلين

14 فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم

15 وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف أيضا إلى الجبل وحده



معجزة المشي على الماء 


16 ولما كان المساء نزل تلاميذه إلى البحر

17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون إلى عبر البحر إلى كفرناحوم. وكان الظلام قد أقبل، ولم يكن يسوع قد أتى إليهم

18 وهاج البحر من ريح عظيمة تهب

19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة، نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة، فخافوا

20 فقال لهم: أنا هو، لا تخافوا

21 فرضوا أن يقبلوه في السفينة. وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها

22 وفي الغد لما رأى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر أنه لم تكن هناك سفينة أخرى سوى واحدة، وهي تلك التي دخلها تلاميذه، وأن يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضى تلاميذه وحدهم

23 غير أنه جاءت سفن من طبرية إلى قرب الموضع الذي أكلوا فيه الخبز، إذ شكر الرب

24 فلما رأى الجمع أن يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه، دخلوا هم أيضا السفن وجاءوا إلى كفرناحوم يطلبون يسوع



أنا هو خبز الحياة 


25 ولما وجدوه في عبر البحر، قالوا له: يا معلم، متى صرت هنا

26 أجابهم يسوع وقال: الحق الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم

27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان ، لأن هذا الله الآب قد ختمه

28 فقالوا له: ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله

29 أجاب يسوع وقال لهم : هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسله

30 فقالوا له: فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل

31 آباؤنا أكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: أنه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا

32 فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء

33 لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم

34 فقالوا له: يا سيد ، أعطنا في كل حين هذا الخبز

35 فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا

36 ولكني قلت لكم: إنكم قد رأيتموني، ولستم تؤمنون

37 كل ما يعطيني الآب فإلي يقبل، ومن يقبل إلي لا أخرجه خارجا

38 لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني

39 وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئا، بل أقيمه في اليوم الأخير

40 لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني: أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير

41 فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال: أنا هو الخبز الذي نزل من السماء

42 وقالوا: أليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذي نحن عارفون بأبيه وأمه؟ فكيف يقول هذا: إني نزلت من السماء

43 فأجاب يسوع وقال لهم : لا تتذمروا فيما بينكم

44 لا يقدر أحد أن يقبل إلي إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني، وأنا أقيمه في اليوم الأخير

45 إنه مكتوب في الأنبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الآب وتعلم يقبل إلي

46 ليس أن أحدا رأى الآب إلا الذي من الله. هذا قد رأى الآب

47 الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بي فله حياة أبدية

48 أنا هو خبز الحياة

49 آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا

50 هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت

51 أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم

52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل

53 فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم

54 من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير

55 لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق

56 من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه

57 كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي

58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد

59 قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم



كثيرون من التلاميذ يتركون يسوع 


60 فقال كثيرون من تلاميذه، إذ سمعوا: إن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه

61 فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم: أهذا يعثركم

62 فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا

63 الروح هو الذي يحيي . أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة

64 ولكن منكم قوم لا يؤمنون. لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه

65 فقال: لهذا قلت لكم : إنه لا يقدر أحد أن يأتي إلي إن لم يعط من أبي

66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه

67 فقال يسوع للاثني عشر: ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا

68 فأجابه سمعان بطرس: يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك

69 ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي

70 أجابهم يسوع: أليس أني أنا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان

71 قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعا أن يسلمه، وهو واحد من الاثني عشر





تم عمل هذا الموقع بواسطة