ما هي حقيقة الحروب الصليبية؟ وهل كانت مبررة ؟ \\\\\\\\\\\\\\\★★★★★\\\\\\\\\\\\\\\\\
القصة الحقيقية للحملات الصليبية:
هل كانت الحملات الصليبية حروبا عدوانية ضد العالم الإسلامي ؟ وهل كانت مبررة ؟
فأين الحقيقة؟ وهل كانت الحملات الصليبية حروبا دينية، أي بأمر الدين المسيحي؟ وكيف تختلف الحملات الصليبية عن الجهاد الإسلامي أو غيرها من الحروب الدينية؟
يؤكد توماس مادن، أستاذ مشارك وعميد التاريخ في جامعة سانت لويس (ميزوري)، ومؤلف كتاب “تاريخ موجز للحملات الصليبية” : يعتبر هذا الأمر من أكثر الأقاويل خطاء. فمن وقت محمد، كان المسلمون يحاولون غزو العالم المسيحي. وقد حققوا بالفعل نجاحا كبيرا. فبعد عدة قرون من الغزوات المستمرة، نجحت الجيوش الإسلامية في احتلال كامل لشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الصغرى، وجزءا كبيرا من إسبانيا.
وبعبارة أخرى، يمكننا تأكيد أنه بحلول نهاية القرن الحادي عشر، كانت القوات الاسلامية قد احتلت ثلثي العالم المسيحي: فلسطين موطن يسوع، والخليفة الحاكم بأمر الله يهدم كنيسة القيامة 1008م. وكذلك في سوريا وهدم كنائسها وتحويل كنيسة يوحنا المعمدان وداخلها جسده، الى جامع الخليفة الاموى سنة 705 ميلادي.
كذلك في مصر مهد الرهبنة المسيحية، فقد أمر بهدم كنائسها. والاردن نهر المعمودية، والعراق وآسيا الصغرى، حيث زرع القديس بولس بذور الجماعات المسيحية الأولى. (وأيضا دول شمال أفريقيا) وهذه المناطق لم تكن هامشية بالنسبة للمسيحية، بل كانت قلب العالم المسيحي الحقيقي. فالهدف الأول والنهائي للدول الصليبية كان الدفاع عن الأماكن المقدسة في فلسطين وخصوصا في أورشليم، وتوفير بيئة آمنة للحجاج المسيحيين لزيارة تلك الأماكن والدول المسيحية الاخرى.
ومن الأكيد أن الإمبراطورية الإسلامية لا تكن تريد أن تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت في الدفع غربا نحو القسطنطينية، وتحويل كنائسها لجوامع ومنها كنيسة ايا صوفيا الشهيرة التى سميت جامع محمد الخامس وسميت القسطنطينية اسطنبول، حتى الوصول إلى حدود أوروبا ذاتها.
وهذا يؤكد أن العدوان غير المبرر كان من جانب المسلمين، في ذاك الوقت، لم يترك أمام المتبقي من العالم المسيحي سوى خيار “الدفاع عن ذاته”، لأن الحل البديل كان “الاستسلام” للغزو الإسلامي.
كيف تختلف الحملات الصليبية عن الجهاد الإسلامي أو غيرها من الحروب الدينية؟🚩
مادن: إن الهدف الأساسي من الجهاد هو نشر دار الإسلام في دار حرب. وبعبارة أخرى، هدف الجهاد هو نشر الإسلام عن طريق غزو غير المسلمين وجعلهم تحت حكم المسلمين.
فأولئك الذين يلقى القبض عليهم تعطى لهم بدائل بسيطة: للذين لا ينتمون إلى “أهل الكتاب” – غير المسيحيين أو غير اليهود – الخيار هو اعتناق الإسلام أو الموت، وبالنسبة لأولئك الذين ينتمون إلى “أهل الكتاب”، أي المسيحيين و اليهود، فلهم الخيار بين اعتناق الإسلام، أو العيش تحت الحكم الإسلامي والشريعة الإسلامية (الجزية) أو السيف.
ويرتبط التوسع في الإسلام مباشرة بالنجاح العسكري لحركة الجهاد.
أما الحملات الصليبية فكانت شيئا مختلفا تماما.
ففي المسيحية، منذ بدايتها، يحظر دائما الإيمان القسري بأي طريقة. ولهذا فإن إدخال الآخرين بالسيف للمسيحية مستحيلا.
وخلافا للجهاد، لم يكن الغرض من الحملات الصليبية هو توسيع نطاق أراضي العالم المسيحي، أو نشر المسيحية من خلال الإجبار بالقوة.
فلا يجب أن ننسى أن الحملات الصليبية كانت رد مباشر، في وقت متأخر نوعا ما، وبعد قرون من الغزوات الإسلامية في الأراضي المسيحية. والدليل هو أن الحدث الذي تلى مباشرة الحملة الصليبية الأولى هو الغزو التركي لأسيا الصغرى خلال عقدين 1070-1090.
إن الحملات الصليبية الأولى انطلقت من البابا أوربان الثاني عام 1095 واستجابة لنداء عاجل من الإمبراطور البيزنطي في القسطنطينية للحصول على مساعدات. فقام أوربان الثاني بدعوة فرسان العالم المسيحي لمساعدة أخوتهم في الشرق.
كانت آسيا الصغرى مسيحية: فقد بشر القديس بولس هذا الجزء من الإمبراطورية البيزنطية. وكان القديس بطرس أول أسقف لإنطاكية، وقد كتب القديس بولس رسائله الشهيرة إلى المسيحيين في أفسس. وقد وضع قانون الإيمان في نيقية…
كل هذه الأماكن في آسيا الصغرى. وعندما توسل الإمبراطور البيزنطي المسيحيين من الغرب لمساعدته على استعادة الأراضي وطرد الأتراك، كانت الحملات الصليبية هي هذه المساعدة. حتى وإن كان هدفها، لم يكن فقط استعادة آسيا الصغرى، ولكن استعادة الأراضي المسيحية الأخرى التي أحتلت سابقا بسبب الجهاد الإسلامي، بما في ذلك الأرض المقدسة.
وبعبارة واحدة: إن الفرق الرئيسي بين الحملات الصليبية والجهاد هو أن الأولى كانت لصد الثانية، أي من أجل الدفاع وليس الهجوم. فكل تاريخ الحمالات الصليبية الشرقية هو تاريخ رد على العدوان الإسلامي.
ففي الواقع كانت الحملات الصليبة ردا للغزو الإسلامي للأراضي التي كانت قبل ذلك ملكا للمسيحيين. فمن حوالي عام 200م إلى عام 900م كانت الأراضي الإسرائيلية، والإردن، ومصر، وسوريا، وتركيا يسكنها في الغالب مسيحيون. ولكن ما إن قوي الإسلام فقد غزا المسلمون تلك الأراضي بكل وحشية وأسروا واستعبدوا وطردوا بل وحتى قتلوا المسيحيين المقيمين في تلك البلاد. وفي مقابل ذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية والملوك والأباطرة “المسيحيين” من أوروبا أمروا بالحملات الصليبية لكي يستردوا الأراضي التي إستولى عليها المسلمين.
ومع هذا فإن ما فعله هؤلاء الذين يدعون مسيحيين أثناء تلك الحملات يعتبر أمر مرفوض. فليس هناك تبرير كتابي لغزو الأراضي، وقتل المدنيين، وتدمير المدن بإسم الرب يسوع المسيح.
وفي نفس الوقت فإن الإسلام ليس بالديانة البريئة من هذه الأمور.
إن فكرة غزو البلاد بالحرب والعنف بإسم المسيح هي فكرة غير كتابية على الإطلاق. إن الكثير مما حدث أثناء الحملات الصليبية لا يتفق إطلاقا مع الإيمان المسيحي.